البردي..خلجان ترسم المشهد
البردي..خلجان ترسم المشهد
البردي.. الصخرة الضخمة والنبع الهادئ
البردي، أو كما عُرفت قديمًا باسم بيترا ميغاس (Petra Megas) باليونانية، وتعني “الصخرة الضخمة”، قرية ساحلية ذات طابع خاص، عُرفت لاحقًا باسم “بردي سليمان”، ويُقال إن كلمة “بردي” تعني النبع المائي باللهجة المحلية.
تقع هذه القرية بين أحضان الطبيعة البكر، وتُعد وجهة مثالية لعشّاق الهدوء والاستجمام. هواءها العليل، ومياه بحرها الصافية الشفافة، ورمالها البيضاء الناعمة، والخلجان المتعرجة التي تزين سواحلها، تمنح الزائر تجربة لا تُنسى. أما سكانها، فيتميزون بالعفوية وكرم الضيافة وحسن المعشر، لتكتمل بذلك لوحة من الجمال الطبيعي والإنساني.
أهم المعالم في البردي..خلجان ترسم المشهد
شواهد الحرب الكونية
تحكي أنفاق الحرب قصص جنود عبروا من هنا، وتركوا خلفهم ظلال التاريخ، كل حجر في البردي يحمل ذكرى، وكل جدارية تهمس بسرّ من زمن بعيد.
ومن المعالم البارزة في البردي، أنفاق الحرب العالمية الثانية، الواقعة قرب مبنى المديرية المزين بجدارية الجندي البريطاني “جون فريديرك بريل”. كما تحتفظ أطراف القرية بآثار بارزة من مخلفات تلك الحروب، مثل التحصينات، والخنادق، والأنفاق، والقواعد العسكرية، وغرف العمليات الميدانية التي استخدمتها القوات الإيطالية والألمانية، وأطول خطوط تحصينات أسنان التنين الممتد بشواهده على مسافة 49 كيلومتر جنوب شرق القرية، ما يجعلها وجهة ذات بعد تاريخي كذلك.
حكايا البحر
عند زيارة البردي، يمكن للمرء أن يستمتع بالمشي في أجوائها الهادئة، والتأمل في مشهد القوارب المتناثرة في ميناء القرية الصغير. وقد تم تشييد فندق يطل على شاطئ البحر وسط أراضي وادي السواني، كما افتُتح مؤخرًا فندق جديد فوق تلة مقابلة للوادي، يوفر إطلالة بانورامية على البحر الممتد إلى الأفق، ليمنح الزائرين فرصة مثالية للإقامة والاسترخاء.
وسط وديان الرحيب والحريقة ورزق وسواني والحمر والمريغة..هنا، يصمت الضجيج ليعلو صوت البحر، وتتنفس الروح بهدوء الطبيعة والانعزال التام، وسط الخلجان، التي يغفو على ضفافها الحنين، حيث يتراقص ضوء الشمس على صفحة الماء، وتهمس النسمات بحكايا البحر.
معلومات الزيارة
صيف بمتعة الهدوء والانعزال
في البردي، يحمل الصيف نكهة خاصة، لا تشبه أي مكان آخر. النسيم يمرّ برفق كأنّه يروي للنخيل أسرار البحر، والشمس تداعب رمال الشاطئ كعاشقٍ حنون. البحر بلونه الفيروزي يحتضن القوارب الصغيرة، تتمايل بخفّة كأنها ترقص على أنغام الموج. أما لياليها، فتُطرّز بالنجوم وتُعطر بنسائم وادي السواني، ويُرافقها صوت حكايات أهل القرية وضحكاتهم الدافئة. صيف البردي ليس فصلًا من السنة، بل حالة من الصفاء، ومكان تجد فيه روحك مكانًا لتستكين.
البردي..خلجان ترسم المشهد