مدن الدليل: وادي الحياة
وادي الحياة يمثل وجهة سياحية مميزة تجمع بين التاريخ والطبيعة، ويمنح الزائر فرصة لاكتشاف ثقافة وتراث المنطقة والتمتع بجمالها الفريد.
الوادي الواقع في جنوب ليبيا يمتد لمسافة تناهز 200 كيلومتر، وتتباين تضاريسه بين المرتفعات والهضاب الصخرية والكثبان الرملية، مما يضفي على المكان تنوعاً في المناظر الطبيعية.
يعد الوادي موطناً للحضارة الجرمنتية، واحدة من أكثر الحضارات الصحراوية إثارةً للاهتمام، ويمكن الاطلاع على شواهدها عبر المواقع الأثرية المنتشرة في المنطقة مثل جرمة، وجبل زنكيكرا، ورأس تاقللت، ومدافن الحجارة المكومة وضريح وطوط والمقابر الهرمية في جبانة الحطية والخرائق.
تنتشر في محيط قرى وبلدات الوادي حدائق الفن الصخري والعلامات الصخرية والألواح الحجرية والنقوش الكتابية التي تحاكي تاريخاً يمتد إلى آلاف السنين، في حين تتيح زيارة متحف جرمة ملامسة شواهد نادرة عبر مجموعة واسعة من أروع وأندر القطع الأثرية المكتشفة في الجنوب الليبي، بما في ذلك موائد القرابين والمذابح الحجرية وطقوس الدفن والتحنيط وأدوات الصيد والرحى الحجرية.
وتتزين الكثبان الرملية المطلة على الوادي بشبكة من البحيرات الصحراوية الجميلة، مثل بحيرات قبرعون ومافو وأم الماء ومندرة والطرونة وأم الحصان وأم الخصاص والفريدغة وتدكما. وسط الكثبان الرملية، حيث الهواء النقي والصمت المهيب، يمكن للزائر الاستمتاع بجلسات الشاي مع الخبز المحضر بالطمر في الرمال والأهازيج التراثية.
يوفر الوادي فرص إقامة متنوعة بين بيوت الشباب والمخيمات الصحراوية، مما يتيح للزائر تجربة الإقامة وسط الطبيعة البكر وملامسة روح المكان، كما يمكن للزوار أيضاً الاستلقاء على الرمال الذهبية، والسباحة في البحيرات المالحة، وركوب القوارب الشراعية، مما يوفر تجربة استرخاء ومغامرة لا تُنسى.